جرائم الأنترنت في حق الهوايات المملة و المفيدة

السلام عليكم أظن أنني ضخمت الموضوع قليلا لكني على صواب تماما كيف لا و الأنترنت هذا العالم الذي كانت له الدعاية الكبرى بأنه الشبكة العنكبوتية التي ستقرب لنا المعلومة و تجعلنا نبحر و نبحث و ننمي معارفنا إلا أننا و للأسف لم نفعل شيئا سوى القضاء على الهوايات الذهبية التي ستفيدنا أكثر و أضفت إلى جانبها المملة و ذلك لضرورة ذلك بالمقارنة مع شبكتنا العنكبوتية الخاملة 

فتوظيفنا لها جعلنا ندخل في الدوامة المملة و المغشية لوسائل التواصل الاجتماعي نظل لساعات طوال نرى العديد العديد من المعلومات و الأفكار السريعة و الجاهزة لكنها و بسلبية عكسية سرعان ما تندثر من أذهاننا فلنرى فقط مثلا من يتابع فيديوهات قناة هل تعلم ؟ هل ستتذكر بالتحديد كل معلومة على حدى بطبيعة الحال لا و إن سألنا شخصا قرأ كتابا أو بحث عن معلومة في إحدى الجرائد فبطبيعة الحال سيتذكرها لأنه طال بحثه لحين حصوله على هذه المعلومة و لا أضرب المثل فقط بهواية المطالعة بل هناك هوايات عقلية لها تأثير أكبر بكثير على مخزوننا المعرفي كالنقاش أو التأمل هاتين الهوايتين المندترثين تماما في محيطنا فنقاشاتنا دائما و كعرب عامة اضطهادية و لا أحد يرضى بتقبل رأي الآخر و التعصب لرأيه و كذلك قد يشتد الصراع ليصبح جدالا كل هذا يرجع إلى نقص في المعرفة فعند الوصول إلى مفترق طرق في النقاش يصبح التقليل من شأن آراءك و السخرية منها إحدى عوامل دفاع الشخص الآخر مما يدخل النقاش في نفق ضيق أما التأمل فلا أحد منا يتأمل ليستنتج فكرة فتأملنا في أوطاننا العربية يكون فقط في أشخاص أو ماركة الثياب فقط لذا ستظل عجلة دوران تقدمنا متشنجة أو في كثير من الأحيان تدور عكسيا و هذا حالنا بدون مبالغة و بدون خطابات تحفيزية أو نظرة إيجابية مفرطة .
و إلى جانب كل هذا فتدهور حالاتنا بسبب الأنترنت لم تصل إلى أسوأ مظاهرها بعد ، فكيف ستكون عقول شعوب عالمنا العربي بعد عشرة سنوات من الآن ؟ فارغة تماما و أتكلم عن المخزون المعرفي ، أما المقررات المدرسية حدث و لا حرج من الغش و النقل و كلنا همنا فقط النجاح و العمل جيدا في الامتحان المقبل فقط و ما إن نجتازه حتى نعمل خاصية فورماط لعقلنا فلا فائدة من ذلك و تخصصنا لا يبدأ إلا بعد شهادة البكالوريا و حتى بعد ذلك في الدراسة الجامعية أنت مطالب بدراسة بعض الوحدات أنت غير مطالب بها بتاتا فقط لملأ الفراغ و دراسة عدد محدد من الوحدات فبطبيعة الحال لن يكون لك ذلك الحماس و الحب الكامل لاختصاصك المركز ، لكن و لنكن واقعيين فهناك من ينمي مخزونه بقراءة الروايات و دراسة الجديد الذي وصل له الغرب في ما يخص اختصاصه ليكون دائما على علم بما يجري ، فيكفينا فخرا الترتيب العالمي للمغرب في جودة التعليم إذا جاء في المرتبة 101 على مستوى التعليم الجامعي و المرتبة 110 على مستوى التعليم الابتدائي في الترتيب الذي ضم 140 دولة (هذه المعلومات عن مؤشر جودة التعليم العالمي لسنة 2017 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في تونس)

لذا فالنمية الذاتية للفرد هي الحل و تقنين أوقاتنا على الأنترنت أهم شيء رغم أنه أمر شائع جدا و الكل يتكلم عن الكيفية الصحيحة لتنظيم وقتك على الانترنت و كل هذا ، لذا سأقول لك إذ كنت تريد تنظيم وقتك فنظمه بداية من نفسك و لا تنتظر مخططا تضعه في هاتفك أو فيديو يعلمك ذلك ، فكيف لك أن تبحث على الأنترنت عن 'كيفية عدم تضييع الوقت على الأنترنت' و أنت تضيعه حقاً ببحثك عن ذلك !!

الكاتب :

طالب مغربي أتابع دراستي في كلية الاقتصاد و أحب البحث في كل ما يتعلق بمجال الأعمال و نشر المعرفة و المعلومات العامة