أفكار معظم المغاربة محدودة جدا في مجال تنمية مجال أعمالهم و زيادة دخلهم إلى جانب الوظيفة المستقرة و هذا يرجع إلى العديد من العوامل أولها عامل الإرهاق البدني و الجهد المبذول في أي وظيفة في سوق الشغل المغربي إذ يحتاج توليد أفكار المشاريع و الاستثمار و العمل على إنجاحها مجهودا عقليا و بدنيا ووقتا لعملها و ذلك لا يتأتى مع الوظيفة ذات الدوام اليومي الكامل و لهذا العامل دورا كبيرا في عيش العديد من المغاربة بدخل محدود و ثابت و هذا من شأنه الركود في حياة المرء و العامل الثاني و أهم العوامل و هي فكرة المجتمع المغربي عن الاستثمار فليس هناك حس إبداعي أبدا فأفكار الاستثمار و المشاريع في المغرب محدودة في ما يلي
المشاريع :
بالنسبة للمشاريع بالنسبة لنا كمغاربة ترتكز كليا و مجملا بالتجارة وليس كل تجارة بل تقتصر على تجارة السلع المادية فقط أي الملابس أو الأحذية و هناك من يقوم بكراء محل أو يلجأ إلى الحل الأسرع و ألا وهو الفرشة الأرضية و أعتذر عن ركاكة اللغة و لكن لتوضيح الرؤية و دمج عاملي الواقعية و الشفافية في مواضيعنا ، و إلى جانب المخاطر العديدة الممكن أن تطال مفهومنا البسيط و أفكارنا المنغلقة فقط على مثل هذه النوعية من المشاريع و منها الإفلاس أو عدم الاستمرار و بذلك الفشل الذريع ، كما أن ضرورة توفر رأس مال و وقت للتوجه نحو أسواق الجملة أو اقتناء إحدى البالات (حقيبة مغلقة بها إما أحذية أو ملابس) فبذلك هذا المشروع هو مقامرة فقط نسبة نجاحه تعادل نسبة فشله و لنجاحه يجب التفرغ له و أن تكون لك الخبرة الميدانية في التجارة و حساب حساباتك لكي لا تخرج خالي الوفاض أو بخسارة رأس المال لا قدر الله
الاستثمار :
أما بالنسبة للاستثمار فالأفكار معدومة في الأصل و أول العوامل المساعدة في ذلك تخوفنا بناءا على معتقداتنا الدينية أن ذلك حرام و يؤدي للمعصية ، و لا أنكر ذلك فأغلب طرق و أفكار الاستثمار مصدرها غربي لذا فالأفكار لم تأخذ بتاتا بالقيم الدينية الإسلامية ...
لكن هناك أفكار عن الاستثمار تتداول في مجتمعنا و أولها تجميد رصيد في البنك و ذلك لا يعتبر استثمارا مئة في المئة لكنه تقريبا يحقق ذلك المفهوم جزئيا بتضاعف الأموال من الأموال لكنك تعطي البنك المجمد فيه الرصيد الحق في استثمار نقودك مقابل فائدة جزئية ضئيلة لكن و بالعودة للقيم الدينية فذلك يختلف فيه الكثيرين و لن أخوض في الفتوى في مدى صحة أو خطأ ذلك ، و على الجانب الآخر فالوسيلة المتعارف عليها في جميع الأحياء الشعبية في استثمار النقود ألا و هي 'القرعة' (أو القورعة بالدارجة) و هي ليست تحقيقا لمفهوم الاستثمار الحقيقي لكن يعتبره المجتمع المغربي نوعا من الاستثمار لأنه و كما نعرف فتقتضي 'القرعة' أن تقام قرعة بين عدد الأفراد لمعرفة الترتيب من الأول إلى الآخر و يقوم كل منهم في وقت محدد بإيداع مبلغ من النقود قد تكون كل يوم أو كل أسبوع أو كل شهر حسب قيمة المبلغ و في كل وقت يقوم الكل بإيداع الأموال واحد من هؤلاء و حسب الترتيب الذي أتت به القرعة يأخذ مجموع الأموال و في المرة التي تليها يعود هذا الشخص لإيداع المبلغ المحدد ليتم إعطاءه لشخص آخر أيضا حسب الترتيب الذي أسفرت عنه القرعة [...]
إذن كان كل هذا مقتطف عن الأفكار المبتذلة و التقليدية عن مفهومين (يقوم عليهما أهم الاقتصادات العالمية القوية) في ثقافتنا المغربية و سأقوم في قادم الأيام بطرح أفكار عن تنمية الدخل بطرح أفكار عن مشاريع و طرق الاستثمار العصرية إن شاء الله