الحصول على وظيفة بدون دبلوم في المغرب بين المستحيل و الحقيقة

متتبعينا الأعزاء سنناقش اليوم أطروح الحصول على منصب شغل بدون دبلوم و بدون كفاءة ورقية كما أطلق عليها ، فكفاءاتنا في عصرنا الحالي أصبحت مستخلصة في وثائق و شواهد مختومة نحملها و هناك العديد من من يحملها تجده أقل كفاءة بكثير من من لا يحملها لذا نقع في معضلة العقول الفارغة ، و لو تروينا قليلا قبل الحكم الجماعي فهناك من يكون كفئ إلى جانب حمله لوثائق مختومة تثبت كفائته فبالتأكيد ذلك سيجعله و بتوفيق من الله عز وجل يحصل على الوظيفة التي يتمناها لذا سأخصص هذا الموضوع لمناقشة إمكانية حصول شخص لا يحمل أي دبلوم أو شهادة دراسية على عمل في المغرب على شخص فقرات تبين أوجه نظر مختلفة :

نعم ، يمكن ذلك 
و بنقاشي أنا و أصدقائي البارحة كنت صاحب وجهة النظر الإيجابية هاته و ، فقلت و بكل جزم نعم يمكنك الحصول على وظيفة لا بأس بها بدون دبلوم أو أي شهادة دراسية في المغرب ، و أثبت ذلك بضرب المثال عن عديد من أبناء الشعب و الذين يحاولون جاهدين العمل بعرق جبينهم كرجال أحرار في شتى الميادين كالبناء أو مساعدة مْعلْمين (ما يطلق عليه الشانطي بالدارجة ) في الجبص أو الزليج أو غيرها من الصناعات و كذلك العمل في أحد الأسواق بامتهان التجارة أو المساعدة في أحد المحالات الكبرى لكن وجهة نظري لم ترتقي لكونها وظيفة قارة بأجر جيد و باقتطاعات اجتماعية في صندوق التقاعد و ما إلى ذلك من صناديق حماية له من الأضرار و كذا لتوفير أجر جيد له بعد تقاعده و انقضاء جهد الشباب .

نعم يمكن ذلك ، لكن
هنا تدخل مصطلح لكن دائرة النقاش لندخل في دوامة أخرى كبرى ألا و هي إيجاد العون و تقديم له المساعدة أو الوساطة أو التوسط  و ما إلى ذلك من مصطلحات تسير في تيار واحد ، لذا فهذا فحصولك على وظيفة ثابتة بدون كفاءة سيكون ممكنا حسب درجة الشخص الذي سيساعدك و يقدم لك يد العون و في ذلك أمثلة عديدة دعونا لا نخض فيها و إلا لن ننتهي من هذا الموضوع أبدا

لا و لا يمكن ذلك بتاتا
وجهة النظر هاته بنيت على أساسات عدة و منها العجلة الدوارة و السريعة في سوق التوظيف و الشغل لمغربي فقبل عامين أو ثلاث لم نكن نجد مثل هاته المتطلبات و علم الله ما سنجده بعد مضي سنوات أخرى لذا فالدراسة و الشواهد أصبحت لا غنى عنها و كذلك الالتحاق بأحد معاهد التكوين المهني فهي توفر الدخول لجميع المستويات الدراسية تقريبا لذا فإضاعة الأعوام في الراحة و النوم سيعني ذلك هروب الركب عنك و لن تجد بعد ذلك سوى الأوهام و الخيال و حتى الاستبداد و بيع الأوهام من طرف الأشخاص الذين ذكرتهم أعلاه بأنهم المنقذين و الذين سيقدمون لنا يد العون

لن و لم يفت الأوان بعد
من هذه الناحية فقد استنبطنا العديد من الأفكار و الأمثلة التي جسدت فوات الأوان بأنه استسلام ذاتي في المقام الأول و الإحباط المعنوي فأي إنسان على وجه الأرض يمكنه التعلم و البناء الذاتي لمعارفه بغض النظر عن العمر أو الجنس فأحلامنا كفيلة بدفعنا إلى ما نسعى إليه لكن يجب على المرأ رسم خطة محكمة لذلك ، و على سبيل المثال فسعيك مثل للحصول على وظيفة عمومية سيقتضي منك اجتياز امتحان حر في السلك الذي توقفت فيه عن الدراسة كامتحاني باك ليبر أو سنة ثالثة من الثانوي الإعدادي حر و بعد ذلك الالتحاق بالجامعة في أحد التخصصات التي ستفتح لك الباب أمام المباراة و بالنسبة للخيار الثاني فبعد ذلك يمكنك الدفع لاجتياز باك ليبر و من ثم مواصلة المشوار ، كل هذا لن يكون يسيرًا كيسر قراءة هاته الكلمات لكن سيتطلب منك مجهودا مضاعفا لتعويض كل ما فات فاجتياز الامتحانات الحرة مختزل للوقت صحيح لكنك ستكون مطالبا بدراسة ما سيدرسه المتمدرس في ثلاث سنوات و في حالة نجاحك فأنت بالفعل عوضت سنوات ثمينة ، و لا تنسى أن الدراسة بهدف واحد و أسمى ستكون أكثر تركيزا و مواظبة لأنك تعترف حق المعرفة بضرورة ما تسعى إليه

و أخيرا أريد أن أنوه إلى أنني في وجهتي نظري الأولى و الثانية لا أشجع أبدا على الانقطاع عن الدراسة لكنني حاولت مقاربة أوجه النظر و الواقع المعاش في حياتنا اليومية ، و إذا كانت لك وجهة نظر أو استفسار يمكنك ترك تعليقك للمشاركة به بالأسفل 

الكاتب :

طالب مغربي أتابع دراستي في كلية الاقتصاد و أحب البحث في كل ما يتعلق بمجال الأعمال و نشر المعرفة و المعلومات العامة